أعلان الهيدر

الاثنين، 17 فبراير 2020

الرئيسية الغربة والغروب

الغربة والغروب

                           الغربة والغروب
نشعر أن شيئآ يربط بينهما أبعد من حدود الجناس ولا ندري إن كان ذلك بسبب أن كليهما يعني حلول الظلام أم لأن الغروب يعني أشجان الكون حين ترحل الشمس عن نصفه إلى النصف الآخر ليبقى الجانب المظلم على أمل عودة الشمس إليه ثانية .والغربة تحمل في أعماقها آلام الوداع وآمال اللقاء . وحول الغربة وجوهرها نطوف كآلاف قد خلوا فطافوا حولها وتنفسوها هواءآ محترقآ ... وأخترقتهم فكانت أقرب إلى شرايينهم من دمائهم . حاولوا أن يصفوها فلم يجدوا في الأبجديات ما يكافئ ذلك المعنى المهيب . إن غربة تسكنها كغربة تسكنك ، فالغربة التي تسكنها تأتي إليها طوعآ حاملآ معك أمل العودة إلى ما كانت عليه من قبل ، وأما الغربة التي تسكنك فهي كنار تسكن أوردتك فترحل مع حيثما رحلت وتحل معك حيثما حللت .....ودماء تسري تحت جلدك لا هي سالت فوق جسدك وأيقن من حولك أنك تتألم ولا هي بقيت في شرايينك لتعينك على الحياة .وأما أصعب ما في الغربة التي تسكنك أنها تسكنك وأنت بين من تأمل أن لا تكون قريبآ منهم فتقتل في داخلك أمل الهروب منها ، لأنها تأتيك إلى حيث من المفروض أن تهرب منها . فتكون كالعصفور الواقف فوق النار وهو حي لا هو يستطيع أن يطير فيهرب من عذابه ولا هو يموت فيستريح من آلامه . والغريب بين أصدقائه وأحبته جريح وأخف من عصف الريح ، لم يقتله اليأس ولم ينفعه الصبر ، ولم يتسلل إلى أعماقه الأمل.
      
                    بقلم : نعيم الدويك 

هناك تعليق واحد:

نعيــــــــــم الدويــــــــــــــــــــك. يتم التشغيل بواسطة Blogger.