الصــــــــــــــــــداقة
هي عمق الذات الداخلية التي ترسم للآخرين معنى تلون الذهب الأصفر لا بل كالشمس التي لا تنتهي وتعطي المظهر الجوهري داخل معدن الإنسان الذي يصون العهد والإخلاص والأمانة ، وهذا يرسم من الخارج إطار كحجر الماس المتلألئ ليعكس على الآخرين شعاع الصداقة ، كالأشجار المتشابكة المتفرعة بأغصانها والثابته بجذورها لتطرح ثمرة الصداقة ، لا لقطع هذه الأشجار وتشويه الأحجار التي تعطي رونقآ وصلابة لهذا المعنى ، فهناك بعض من الناس تشوه صورة الصداقة وتستغلها لمصالح ذاتية مما يؤدي إلى عدم الثقة في من حولنا ، فيجب أن يكون الإنسان على حذر في تعامله مع الآخرين لكي ننقذ ما تبقى من هذا الشعاع من الأنفس الضعيفة ، كالتراكمات التي تنحصر بغالب الأفكار وتجعل من بعض الأصدقاء بتشويه أجمل صداقة بالحياة ، عندما تؤدي لإنهدام مشاعر إنسانية قد بنيت بسنين عمرنا . فالصداقة تنبع من الصدق ، كما حثنا الصادق الأمين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله ( أحبب حبيبك هونآ ما عسى أن يكون بغيضك يومآ ما ، وأبغض بغيضك هونآ ما عسى أن يكون حبيبك يومآ ما . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمرء مرآة خليله ، ويجب البدء بالصدق مع أنفسنا قبل مصادقة الآخرين بالأمانة والصدق وحفظ السر . وعلى سبيل المثال الوردة الجميلة بلونها الوردي ورائحتها الزكية ، العبث بها يفقدها رونقها وجمالها ، فإن وجد سوء تفاهم أو إختلاف وجهة نظر بين صديقين إذا كانا وفيين فيجب عليهما الدفاع عن ذلك وإختلاق أعذار ويكون سندآ لهما ، أما إذا كان عكس ذلك يترك الصديق صديقه بهذه المحنة بل ويبدأ بتلفيق الكلام ويقف مواقف سلبية أمام ما يسميه بالصداقة ، كوالبعض الآخر يلتزم بحاجز الصمت بإظهار حقيقة ما ، مما يؤدي إلى إنهاء هذه العلاقة وشرخها من أساسها ، وهناك وجه آخر في تشويه ملامح هذه الصداقة وهو النفاق مثال على ذلك عندما تكون هناك صداقة بين أكثر من شخص فإن بعض الأشخاص يتبع مقولة ( فرق تسد) فيبدأ بتلوين ملامح وجهه أمام الآخرين ، وعلى قول أخواننا المصريين ( في الوش مراية وفي القفا سلاية ) ، وللأسف الشديد أننا في عصر فقدت فيه ملامح لعنوان الصداقة الحقيقية وأيضا المظاهر أطاحت بالصورة الحقيقية الداخلية لملامح الإنسان ، ولكن لا ننسى أن نذكر هؤلاء المحافظين لهذا الشعاع بل إننا على يقين من ذلك ، وأخيرآ وليس آخرآ ، هل يعقل بأن تكون ضحية لإنسان يحب الأنانية أم تكون طمعآ لفريسة تحب التملك ، فعندها إلتزم بصمتك حتى تكتشف ما تسميهم أصدقاء من حولك ، فدعهم يتقاذفون الإساءة أو الكلام المتشعب ، وكن أنت الحكم ، فتعلم كيف تختار صديقآ يحفظ غيبتك ، وكما قال حسن عبد الله القرشي في ديوانه : إليك شرودي يا خالقي فقد ضقت بالعالم الخانق غذاني بآلامه مرغمآ فحار بتياره خافقي وضقت بأبناء هذا الزمان كواسر كالذئب والغاسق ، فكن أنت أيها القارئ صديقآ وإتخذ لك صديقآ فصديقي هو قلمي وللصداقة عنوان .
جميل جدآ
ردحذف