أعلان الهيدر

السبت، 15 فبراير 2020

الصداقة

الصــــــــــــــــــداقة



هي عمق الذات الداخلية التي ترسم للآخرين معنى تلون الذهب الأصفر لا بل كالشمس التي لا تنتهي وتعطي المظهر الجوهري داخل معدن الإنسان الذي يصون العهد والإخلاص والأمانة ، وهذا يرسم من الخارج إطار كحجر الماس المتلألئ ليعكس على الآخرين شعاع الصداقة ، كالأشجار المتشابكة المتفرعة بأغصانها والثابته بجذورها لتطرح ثمرة الصداقة ، لا لقطع هذه الأشجار وتشويه الأحجار التي تعطي رونقآ وصلابة لهذا المعنى ، فهناك بعض من الناس تشوه صورة الصداقة وتستغلها لمصالح ذاتية مما يؤدي إلى عدم الثقة في من حولنا ، فيجب أن يكون الإنسان على حذر في تعامله مع الآخرين لكي ننقذ ما تبقى من هذا الشعاع من الأنفس الضعيفة ، كالتراكمات التي تنحصر بغالب الأفكار وتجعل من بعض الأصدقاء بتشويه أجمل صداقة بالحياة ، عندما تؤدي لإنهدام مشاعر إنسانية قد بنيت بسنين عمرنا . فالصداقة تنبع من الصدق ، كما حثنا الصادق الأمين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله ( أحبب حبيبك هونآ ما عسى أن يكون بغيضك يومآ ما ، وأبغض بغيضك هونآ ما عسى أن يكون حبيبك يومآ ما . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمرء مرآة خليله ، ويجب البدء بالصدق مع أنفسنا قبل مصادقة الآخرين بالأمانة والصدق وحفظ السر . وعلى سبيل المثال الوردة الجميلة بلونها الوردي ورائحتها الزكية ، العبث بها يفقدها رونقها وجمالها ، فإن وجد سوء تفاهم أو إختلاف وجهة نظر بين صديقين إذا كانا وفيين فيجب عليهما الدفاع عن ذلك وإختلاق أعذار ويكون سندآ لهما ، أما إذا كان عكس ذلك يترك الصديق صديقه بهذه المحنة بل ويبدأ بتلفيق الكلام ويقف مواقف سلبية أمام ما يسميه بالصداقة ، كوالبعض الآخر يلتزم بحاجز الصمت بإظهار حقيقة ما ، مما يؤدي إلى إنهاء هذه العلاقة وشرخها من أساسها ، وهناك وجه آخر في تشويه ملامح هذه الصداقة وهو النفاق مثال على ذلك عندما تكون هناك صداقة بين أكثر من شخص فإن بعض الأشخاص يتبع مقولة ( فرق تسد) فيبدأ بتلوين ملامح وجهه أمام الآخرين ، وعلى قول أخواننا المصريين ( في الوش مراية وفي القفا سلاية ) ، وللأسف الشديد أننا في عصر فقدت فيه ملامح لعنوان الصداقة الحقيقية وأيضا المظاهر أطاحت بالصورة الحقيقية الداخلية لملامح الإنسان ، ولكن لا ننسى أن نذكر هؤلاء المحافظين لهذا الشعاع بل إننا على يقين من ذلك ، وأخيرآ وليس آخرآ ، هل يعقل بأن تكون ضحية لإنسان يحب الأنانية أم تكون طمعآ لفريسة تحب التملك ، فعندها إلتزم بصمتك حتى تكتشف ما تسميهم أصدقاء من حولك ، فدعهم يتقاذفون الإساءة أو الكلام المتشعب ، وكن أنت الحكم ، فتعلم كيف تختار صديقآ يحفظ غيبتك ، وكما قال حسن عبد الله القرشي في ديوانه : إليك شرودي يا خالقي فقد ضقت بالعالم الخانق غذاني بآلامه مرغمآ فحار بتياره خافقي وضقت بأبناء هذا الزمان كواسر كالذئب والغاسق ، فكن أنت أيها القارئ صديقآ وإتخذ لك صديقآ فصديقي هو قلمي وللصداقة عنوان .

هناك تعليق واحد:

نعيــــــــــم الدويــــــــــــــــــــك. يتم التشغيل بواسطة Blogger.